للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٢٢ - ٢٣) - {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٢) قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ}.

قولُه تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا}: أي: لِتَصْرِفَنا عن عبادتها؛ أي: فهذا لا نُجِيبُكَ إليه، ولا نخافُ ما تُنْذِرُنا به.

{فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا}: مِن العذاب {إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}: في إنذاركَ.

{قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ}: أي: العِلْمُ بوقتِ نزولِ العذاب عند اللَّه.

{وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ}: وإنما أنا مُبَلِّغٌ، وقد بلَّغْتُ.

{وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ}: أي: في ظَنِّكم أنكم تَنْجُون مع (١) تكذيبِكم إيَّايَ.

* * *

(٢٤ - ٢٥) - {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢٤) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ}.

{فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا}: أي: سحابًا {مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} وكان المطرُ احتبَسَ عنهم، وبَعَثوا قومًا إلى الكعبة للاستسقاء، وقد مرَّتْ قصَّتُه في سورة الأعراف، فلما رأوا هذا العارض:

{قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}: أي: سحابٌ يأتينا بالمطر، فأظهَروا بذلك فرَحًا، فقال لهم هودٌ:

{بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ}: مِن العذاب الذي أَنْذَرْتُكُموه.


(١) في (ر) و (ف): "من".