للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٣٢ - ٣٣) - {وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٣٢) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

{وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ}: أي: بفائتٍ أخذَ اللَّهِ.

{وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ}: يتولَّون مَعونتَه.

{أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}: جُمِعَ لِعُموم كلمة {وَمَن}.

وقولُه تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}: يتَّصِلُ بقوله: {أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ} في إلزام حُجَّةِ البَعْث.

{وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ}: وهو كقوله: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق: ٣٨]، وقد (عَيِيَ) و (أَعْيَى): إذا لغَبَ.

{بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}: الباءُ زائدةٌ، وإنما أُدْخِلَتْ لأنَّ معنى قولِه: {أَوَلَمْ يَرَوْا}: أوَليسَ، وذاك تدخُلُ فيه الباء، وإذا قَدِرَ على الإنشاء قَدِرَ على الإعادة.

وقولُه تعالى: {بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}: وفي قراءة عبد اللَّه: (قادر على أنْ يُحْيِيَ الموتى) بغير الباء (١).

وقرأ يعقوب: (يَقْدِرُ) بصيغة (٢) الفعل (٣).

وقال مقاتل: نزلت في أبيِّ بن خلَفٍ الجُمَحِيِّ حين أخذَ العَظْمَ ففَتَّه (٤).


(١) انظر: "تفسرِ الثعلبي" (٩/ ٢٤)، و"تفسير البغوي" (٧/ ٢٧١)، و"الكشاف" للزمخشري (٤/ ٣١٣).
(٢) في (ر) و (ف): "على صيغة".
(٣) انظر: "النشر" لابن الجزري (٢/ ٣٥٥).
(٤) انظر: "تفسير مقاتل" (٤/ ٣٠)، وذكره عنه الواحدي في "البسيط" (٢٠/ ٢٠٢).