للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والقَعْقَاعِ بنِ مَعْبَدٍ، وعُطارِدِ بنِ حاجبٍ، ووكيعِ بنِ وكيعٍ الدَّارِمِيِّ، وعُيَيْنَةَ بنِ حِصْنٍ الفَزارِيِّ (١).

وقال الزُهْري: ناداه رجلٌ واحدٌ (٢).

* * *

(٦) - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}.

وقولُه تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}: قال ابنُ إسحاقَ: إنَّ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعَثَ الوليدَ بنَ عُقْبَةَ بنِ أبي مُعَيْطٍ إلى بني المُصْطَلِقِ، وكان بينه وبينهم إِحْنَةٌ (٣)، فلما سمِعوا به ركِبوا إليه، فلما سمِعَ بهم خافَهم، فرجَعَ إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأخبرَه أنَّ القومَ قد هَمُّوا بقَتْلِه ومنَعوا صدقاتِهم فأكثَرَ المسلمون في [ذكر] غزوهم حتى همَّ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنْ يغزوَهم، فبينما هُم في ذلك قدِمَ وَفْدُهم على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ، سمِعْنا برسولكَ حين بعَثْتَه إلينا، فخَرَجْنا إليه لِنُكْرِمَه ونُؤَدِّيَ إليه ما قِبَلَنا مِن الصدقات، فاستمرَّ راجعًا، فبلَغَنا أنه يزعمُ لرسول اللَّه أنا خرَجْنا إليه لِنُقاتِلَه، واللَّهِ ما جئنا لذلك، فأنزل اللَّه تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} (٤).


(١) انظر: "تفسير مقاتل" (٤/ ٨١).
(٢) ذكره ابن قتيبة في "تأويل مشكل القرآن" (ص: ١٧٣) عن قتادة.
(٣) الإِحْنة: الحقد في الصدر. انظر: "مقاييس اللغة" لابن فارس (١/ ٦٧).
(٤) انظر: "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٢٩٦)، وما بين معكوفتين منه. ورواه بنحوه الطبري في "تفسيره" (٢١/ ٣٥٠) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما ومجاهد وقتادة وابن أبي ليلى ويزيد بن رومان.
وذكر ابن عبد البر في "الاستيعاب" (٤/ ١٥٥٣) إجماع العلماء على أنها نزلت في الوليد بن عقبة.