للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ}: جَمْعُ سَريرٍ.

وقال الكلبيُّ: صُفَّ بعضُها إلى بعض (١)، طولُها مئةُ ذِراعٍ في السماء، يتقابلون عليها في الزِّيارة، وإذا أراد أحدُهم القُعودَ عليها تطامَنَتْ واتَّضَعَتْ، وإذا قعَدَ عليها ارتفعَتْ (٢).

{وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ}: أي: قَرَنَّاهم بحُورٍ؛ أي: سُودِ الأعيُنِ واسعاتِها.

وقال ابن عباس: يعني: أتَوْنا فُرادى، فجعلناهم أزواجًا بالحُور العِين (٣).

وقولُه تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ}: قرأ أبو عمرو: {وأَتْبعناهم} بالألف والنون {ذرِّيّاتِهِم} على الجمع، {وأَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهم} على الجَمْعِ أيضًا، وقرأ الباقون: {وَاتَّبَعَتْهُمْ}.

وقرأ نافعٌ: {ذُرِّيَّتُهُمْ} في الأول على التوحيد بالرفع، والثاني {ذُرِّيَّاتِهم} على الجمع بالألف.

وقرأ حمزةُ والكسائيُّ وعاصمٌ وابنُ كثيرٍ كليهما على التوحيد، والأولى رَفْعٌ، والثانيةُ نَصْبٌ.

وقرأ ابنُ عامرٍ: {وَاتَّبَعَتْهُمْ} بالتاء (٤)، {ذُرِّيَّاتُهم} على الجمع رفعًا، {ألحقنا بهم ذرياتِهم} على الجمع نصبًا (٥).


(١) ذكره السمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٣٥٢)، والثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٢٧) من غير نسبة.
(٢) ذكره عنه بنحوه الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٢٠٣)، وفيه أن طول كل سرير ثلاث مئة ذراع.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) في (أ): "واتبعتهم" بدل من "وتبعتهم بالتاء".
(٥) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٦١٢)، و"التيسير" للداني (ص: ٢٠٣).