للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو عبيدةَ والأخفشُ: {أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ}: أي: الأربابُ، يُقالُ: سَيْطَرَ فلانٌ عليَّ؛ أي: اتَّخَذَني مِن خَوَلِه (١).

وقيل: أم هُم المُتَسَلِّطون بالغَلَبة بحُجَّةٍ أو عُدَّةٍ؟!

* * *

(٣٨ - ٣٩) - {أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (٣٨) أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ}.

{أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ}: أي: أم يَدَّعون أنَّ لهم سُلَّمًا يتوصَّلون بصُعوده إلى السماء فيَسْتَمعون الأخبارَ بها، ويَصِلون بذلك إلى أخبار السماء كما يَصِلُ محمَّدٌ إليه، فيستمعون بذلك أنَّ ما هُم فيه حقٌّ، فهُم كذلك مُتَمَسِّكون به.

{فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ}: أي: فلْيَأْتِ مَن يَدَّعي سماعَ ذلك بحُجَّةٍ بَيِّنَةٍ على سماعِه، وذلك أنْ يُخْبِرَ بغَيبٍ، فيَظْهَرَ كما أَخْبَرَ.

{لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ}: أي: هُم مِن ضَعْفِ العُقول بهذه المرتبة يُضِيفون إلى اللَّه تعالى البناتِ مع أَنَفَتِهم منهنَّ، ومَن كان مِن قِلَّةِ التَّمييز بهذه المنزلة، كيف تَنْجَعُ فيه الحُجَّةُ والموعظةُ؟

وقيل: معناه: أم قد تَقَرَّرَ عندكم أنَّ ربَّكم له البناتُ، واختارَهنَّ أولادًا لنفْسِه وأَصْفاكم بالبَنينَ، فاستَدْلَلْتُم بذلكَ على كرامتِكم عليه، فقلتم: يَتْرُكنا سُدًى لا حِسابَ علينا ولا جَزاءً؟ فلذلك لا تُبالون بشِرْكِكم ومَعاصيكم، كلَّا ما هذا كذا.

* * *


(١) انظر: "مجاز القرآن" (٢/ ٢٣٣).