للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تَرَبَّصْ بها رَيْبَ المَنونِ لعلَّها... تُطَلَّقُ يومًا أو يموتُ حليلُها (١)

وقال في قوله: {فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ}: أي: لِنُزولِ العذابِ بكم، فعُذِّبوا يومَ بدرٍ.

* * *

(٤٤ - ٤٥) - {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (٤٤) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ}.

قولُه تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ}: أي: وإنْ يرَ هؤلاء المشركون قِطْعةً مِن السماء ساقطًا يَسْقُطُ عليهم وهُم يُعايِنُونها بإنزال اللَّه ذلك حُجَّةً لكَ عليهم؛ كما سألوكَ تَعَنُّتًا فقالوا: {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا}، لَأَدْخَلوا على أنفسهم التَّمْوِيهَ، وقالوا: إنه سحابٌ مَرْكومٌ؛ يعني: رُكِمَ بعضُه على بعضٍ؛ أي: جُمِعَ، فسَقَطَ علينا، وليس بسماءٍ، وهو كقوله: {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (١٤) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا}: وهذا قد يكون مِن المُعاند


= وروى عنه الطبري في "تفسيره" (٢١/ ٥٩٣) أنه الموت.
(١) ذكره الطبري في "تفسيره" (٢١/ ٥٩٤)، والثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٣١)، والواحدي في "البسيط" (٧/ ١٥٦)، وابن عطية في "المحرر الوجيز" (٥/ ١٩١) من غير نسبة.
والشطر الثاني عند الطبري هكذا: سيهلك عنها بعلها أو تسرح.
ورواه المعافى بن زكريا في "الجليس الصالح" (ص: ١٢٣)، والسراج في "مصارع العشاق" (٢/ ١٥٩) عن حمدان البرتي.
ونسبه المرزباني في "معجم الشعراء" (ص: ٣١٩)، والحاتمي في "حلية المحاضرة" (ص: ٣٩)، والراغب الأصفهاني في "محاضرات الأدباء" (٢/ ٢٣٠)، والمستعصمي في "الدر الفريد" (٥/ ٣١٤)، إلى فرَّاص بن عتبة الأزدي.