للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بعد التَّيَقُّنِ والمعرفةِ، وقد يكون مِمَّنِ استولى عليه الإِلْفُ والتَّمادي في تَرْكِ النَّظَرِ لِلحَمِيَّةِ والعَصَبِيَّةِ، فكُلُّ ما ورَدَ عليه مِن الحُجَجِ الباهرةِ أَدْخَلَ على نفْسِه التَّلبيسَ، وتَرْكَ النَّظَرِ والتَّفْتيش.

قولُه تعالى: {فَذَرْهُمْ}: أي: أَعْرِضْ عنهم، ولا تَحْرِصْ على أنْ يُعاجَلوا بالعذاب.

{حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ}: أي: يُهْلَكون بالصَّاعقة، وهي العذابُ المُهْلِكُ.

وقيل: هي عند النَّفْخَةِ الأولى، قال تعالى: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} [الزمر: ٦٨].

* * *

(٤٦ - ٤٧) - {يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٦) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.

{يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا}: أي: يومَ القيامةِ.

{وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ}: لا يَمْنَعُهم مِن عذابِ اللَّهِ مانِعٌ.

قرأ عاصِمٌ وابنُ عامرٍ: {يُصْعَقُونَ} بضَمِّ الياء، والباقون بفتحها (١).

(صُعِقَ) بضم الصاد: أُنْزِلَتْ به الصاعقةُ، و (صَعِقَ) بالفتح: وقَعَ في الصاعقة.

{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا}: أي: أَشْرَكوا، فوضَعوا العِبادةَ في غير مَوْضِعِها.

{عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ}: أي: قَبْلَ اليومِ الذي فيه يُصْعَقون، وهو ما نالَهم مِن القَحْطِ والسَّبْيِ والقَتْلِ يومَ بدرٍ.


(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٦١٣)، و"التيسير" للداني (ص: ٢٠٤).