قولُه تعالى:{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}: هو جوابُ القسَمِ؛ أي: ما عدَلَ عن الصَّوابِ المبعوثِ به إليكم رَسُولًا، وما جَهِلَ ما خُوطِبَ به.
وقيل: ما خابَ مِمَّا طلَبَ مِن رضى اللَّهِ ورحمتِه.
وقيل: أي: {مَا ضَلَّ}: في دِينِه الذي يَدْعوكم إليه، {وَمَا غَوَى}: أي: ما خرَجَ عن الرُّشْدِ في أسباب نفْسِه مِن أُمور دنياه ومُعاملاتِه، عرَّفَهم ما لم يَزَلْ معروفًا به مِن الأمانة والسَّداد، وكان يُسَمَّى: الأمين، ويُتَحَاكَمُ إليه في عَظائِمِ الأمور.
وقيل: ما ضلَّ قَبْلَ الوحيِ، ولا غوى بعد الوحيِ، فلم يَزَلْ كان يعبُدُ ربَّه ويُوَحِّدُه، لا يُطاوِعُ نفْسَه في شهواتِها، ويَتَوَقَّى مُسْتَقْبَحاتِ الأمور والأفعال ومُسْتَشْنَعاتِها.