للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: أوحى إليه: وَهَبْتُ لكَ ثُلُثَ أُمَّتِكَ الليلةَ، وأَهَبُ لكَ الثُّلثين يومَ القيامة.

وقيل: أوحى اللَّهُ إليه: يا محمدُ، لم أُكْثِرْ مالَ أُمَّتِكَ لئلا يكثُرَ (١) في القيامة حِسابُهم، ولم أُطِلْ أعمارَهم لِئلَّا تقسوَ قلوبُهم، ولم أُفاجِئْهم بالموت لِئلَّا يكونَ بدون التوحيد خروجُهم مِن الدنيا (٢)، وأخَّرْتُهم في الدنيا عن الآخرين لِئلَّا يطولَ في القبور حَبْسُهم.

وقيل: أوحى اللَّهُ إليه: إنَّ أُمَّتَكَ يُطيعون وَيعْصون، وطاعتُهم برِضَائي، ومعصيتُهم بقضائي، فما كان برضائي أَقْبَلُه فأنا كريمٌ، وما كان بقضائي أغفِرُه فإني رحيمٌ.

وقيل: أوحى اللَّهُ إليه: "عِشْ ما شِئْتَ فإنكَ مَيِّتٌ، وأحبِبْ ما شِئْتَ فإنكَ مُفارِقُه، واعمَلْ ما شئتَ فإنك مَجْزِيٌّ به" (٣).

وقيل: أوحى إليه: كُنْ آيِسًا مِن الخَلْق فليس بأيديهم شيءٌ، واجعل صُحْبَتَكَ معي فإنَّ مَرْجِعَكَ إليَّ، ولا تجعلْ قلبَكَ مُتَعَلِّقًا (٤) بالدنيا فما خَلَقْتُكَ لها.

وقولُه تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ}: أي: ولقد رأى محمدٌ جبريلَ.


(١) في (ف): "ليطول" بدل: "لئلا يكثر".
(٢) في (ر): "لئلا يكون بدون التوبة في الدنيا خروجهم"، وفي (ف) مثله لكن تحرفت: "التوبة" إلى: "الموت".
(٣) رواه الطيالسي في "مسنده" (١٨٦٢)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (١٠٠٥٧) من حديث جابر رضي اللَّه عنه.
والطبراني في "الأوسط" (٤٢٧٨)، والحاكم في "المستدرك" (٧٩٢١)، وأبو نعيم في "الحلية" (٣/ ٢٥٣)، والقضاعي في "مسنده" (٧٤٦) من حديث سهل بن سعد رضي اللَّه عنه.
قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
(٤) في (ف): "معلقًا".