{كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا}: أي: الأعلامِ الدَّالَّةِ على صِدْقِ الرُّسل.
ويَحْتَمِلُ أن يكون أرادَ به آلَ فرعونَ، ويَحْتَمِلُ أن يكون أرادَ به كلَّ الأُمَمِ الذين ذكرَهم في هذه السورة.
{فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ}: أي: عاقَبْناهم مُعاقَبَةَ مَن لا يتهيَّأُ الاعتراضُ عليه، ولا مَنَعَةَ لِعِزِّه وسُلْطانِه ومعاقبِه، قادرٌ على كل شيءٍ، لا يفوتُه هارِبٌ، ولا يُعْجِزُه غالِبٌ.
{مِنْ أُولَئِكُمْ}: أي: الأُمَمِ الماضية؛ أي: ليسوا كذلك، بل كلُّكم (١) سواءٌ؛ لأنَّ الكلَّ كفارٌ مُكَذِّبون، فإذا شارَكْتُموهم في الجِناية، تُشارِكونهم في العُقوبة.
{أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ}: أي: أم تدَّعون أنَّ لكم براءةً مِن اللَّه في الكُتُب المُنَزَّلة على أنبيائه بالسَّلامة مِن العُقوبة، وخروجِكم بذلك من الجُمْلَة؟!
{أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ}: أي: مُنْتصِرون مُجْتَمِعون مُمْتَنِعون، فلا يَنالُنا أحدٌ بمكروهٍ، ولا يَقْدِرُ علينا.
ووحَّدَ المُنْتَصِرَ لأنه نعَتَ به قولَه:{جَمِيعٌ}، ولفظُه لفظُ الواحدِ؛ كـ (السَّميع) و (البديع).