وانتظامُ خَتْمِ تلك السُّورةِ بافتتاح هذه السُّورةِ: أنَّ تلك خُتِمَتْ باسمٍ مِن أسماءِ اللَّه تعالى، وهذه أيضًا افتُتِحَتْ باسمٍ مِن أسماءِ اللَّه.
وانتظامُ السُّورتين: أنَّ تلك السُّورةَ في جزاء أهلِ التَّكْذيب، وهذه السُّورةُ في تَقْريعِ الجنِّ والإنسِ على التَّكْذيب، قال في تلك:{وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ}[القمر: ٣]، {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ}[القمر: ٩]، {كَذَّبَتْ عَادٌ}[القمر: ١٨]، {كَذَّبَتْ ثَمُودُ}[القمر: ٢٣]، {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ}[القمر: ٣٣]، {كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا}[القمر: ٤٢]، وقال في هذه السُّورة:{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} مُكَرَّرًا، {يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ}.
وقيل: هذه السُّورةُ في ذِكْر الدنيا وأحوالِها، والقيامةِ وأهوالِها، والنارِ ودرَكاتِها، والجنَّةِ ودرجاتِها.
وقيل: هذه السُّورةُ في ذِكْرِ الآلاءِ والنَّعْماءِ، وهي نِعَمُ الدنيا والدِّين، وذِكْرِ يومِ الدِّين، وما فيه للكفار والمؤمنين.
وعن ابن عباسٍ أنه قال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يكتُبُ في بَدْءِ الإسلام:(باسمِكَ اللَّهُمَّ)، كما كانت قريش تكتُبُ، حتى نزلَتْ:{بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا}، فكتَبَ حَوْلًا:(باسمِ اللَّهِ) حتى نزلَتْ: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ}، فكان يكتُبُ (بسم اللَّه الرحمن الرحيم)، فقالت قريشٌ: يا محمدُ، كنتَ إلى الآن تعبُدُ إلهًا واحدًا، وأنتَ