للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: هو ما كَشَفَ عن الضَّمير، وأبرَزَ المستورَ.

وقال مُجاهدٌ: {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}: الحلالَ والحرامَ (١).

وقال قتادةُ: يعني: بيانَ الدُّنيا والآخرةِ (٢).

وقال يمانُ بنُ رِئاب: علَّمَه الكتابةَ والخَطَّ والقلَمَ (٣).

وقيل: لَمَّا قال أهلُ مكَّةَ: {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ}: يعنون: جَبْرًا، ويَسارًا، وعابِسًا، كذَّبَهم اللَّهُ تعالى، فقال: أنا علَّمْتُه (٤).

وقال ابن كيسان: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ}: يعني: محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم-، {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}: يعني: بيانَ ما كان وما يكون؛ لأنَّه كان يُبِينُ عن الأوَّلين والآخِرين، وعن يوم الدِّين (٥).

وقال الإمام القُشَيريُّ: علَّمَ آدمَ الأسماءَ، وقال له: نَبِّئْ بها الملائكةَ، وعلَّمَ هذه الأُمَّةَ القرآنَ، وقال: صلُّوا لي وناجوني فيها بما علَّمْتُكم.

وقال في قوله: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ (٣) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}: علَّمَ كلَّ قومٍ لِسانَهم الذي


(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٧٧)، ومكي بن أبي طالب في "الهداية" (١١/ ٧٢١٢)، والماوردي في "النكت والعيون" (٥/ ٤٢٣)، وابن عطية في "المحرر الوجيز" (٥/ ٢٢٣) عن قتادة.
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ١٦٩).
(٣) ذكره عنه الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٧٧)، وابن الجوزي في "زاد المسير" (٤/ ٢٠٦).
(٤) انظر: "تفسير مجاهد" (١/ ٤٢٥)، وروى نحوه الطبري في "تفسيره" (١٤/ ٣٦٧)، والبيهقي في "الشعب" (١٣٨)، عن عبد اللَّه بن مسلم الحضرمي: (أنه كان لهم عبدان من أهل عين التمر، وكانا صيقلين، وكان يُقال لأحدهما يسار، والآخر جبر. . .). وذكره السمرقندي في "تفسيره" (٢/ ٢٩٢)، والثعلبي في "تفسيره" (٦/ ٤٤)، وليس فيها ارتباط الحادثة بقوله تعالى: {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}.
(٥) ذكره عنه الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٧٧)، والواحدي في "البسيط" (٢١/ ١٣٤)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٤٣٨).