للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يُخاطَبون به، والبيانُ الذي خَصَّ به الإنسانَ للأغيار، حتى عُلِّموا كيف يُخاطِبون أمثالَهم وأشكالَهم، وأما أهلُ الإيمانِ والمعرفةِ فعلَّمَهم كيف يُخاطِبون مولاهم، وبيانُ العَبْدِ مع الحقِّ مُخْتَلِفٌ، فقومٌ يُخاطِبونه بلسانهم، وقومٌ بقلوبهم، وقومٌ بأنفاسِهم، وقومٌ بدُموعهم، وأنشدَ:

دموعُ الفتى عما يُجِنُّ (١) تُتَرْجَمُ... وأنفاسُه تُبْدِين ما القومَ يَكْتُمُ (٢)

وقومٌ بحنينِهم وأنينِهم:

قل لي بألسنة التَّنَفْـ... فُسِ كيف أنتَ وكيف حالك (٣)

* * *

(٥) - {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ}.

وقولُه تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ}: قيل: هو جَمْعُ حِسابٍ، كالشِّهاب والشُّهْبان.

وقيل: هو مصدرٌ؛ كالكُفْران والنُّقْصان.

قيل: القمرُ يقطَعُ بروجَ السَّماءِ في ثمانيةٍ وعشرين يومًا، والشَّمسُ تقطَعُ البُروجَ في ثلاثِ مئةٍ وخمسةٍ وستين يومًا وشيءٍ.

وقال السُّدِّيُّ: عليهما حسابٌ وأجَلٌ كآجالِ الناس، فإذا جاء أجلُهما هلَكا (٤)،


(١) في (ر): "يحس".
(٢) الشطر الثاني من البيت ليس من (أ) و (ر)، وهو في "لطائف الإشارات" برواية: وأشواقه تبدين ما هو يكتم.
(٣) انظر: "لطائف الإشارات" (٣/ ٥٠٣ - ٥٠٤).
(٤) ذكره عنه الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٧٧)، والماوردي في "النكت والعيون" (٥/ ٤٢٣)، =