للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومعناها: السُّفُنُ المُبْتَدِئاتُ في الجَرْيِ، والفعلُ لهن، وإنشاءُ الفعلِ (١): ابتداؤُه، وقرأ الباقون: {الْمُنْشَآتُ} بفتح الشين، وهو المفعولُ بفعلِ الملَّاحين.

وإنشاؤُها عند مجاهدٍ: رَفْعُ شِراعِها وتسييرُها في البحر (٢).

{كَالْأَعْلَامِ}: أي: كالجبال.

أخبَرَ أنه خَلَقَ لهم ما اتَّخَذوا منه السُّفُنَ التي رَكِبوا بها البحرَ ابتغاءَ فَضْلِ اللَّه، وقَطَعوا بها المسافاتِ البعيدةَ، وعلَّمَهم اتِّخاذَها بأنْ أَلْهَمَهم ذلك، وسَخَّرَ لهم البحرَ على عِظَمِه، وشبَّهَ السُّفُنَ في كِبَرِها بالجبال، وقَرَّرَهم بهذه النعم، فقال:

* * *

(٢٥ - ٢٧) - {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢٥) كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.

{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}: فسَّرْناه.

وقولُه تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}: أي: كلُّ مَن على الأرضِ فانٍ مُنْقَطِعٌ عنهم البقاءُ والحياةُ.

{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}: أي: المُسْتَحِقُّ للإجلال والتَّعظيمِ مِن خَلْقِه، والمُسْتَحِقُّ للإكرامِ منهم إيَّاه بطاعتِه وعبادته.

وقيل: هو موصوفٌ بالجَلالِ القائمِ بذاته، وبالإكرام منه لأوليائه.

وقيل: هو أهلٌ أنْ يُجِلَّ المؤمنين، ويُكْرِمَ المُطِيعين.


(١) في (أ): "اللَّه".
(٢) رواه عنه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٢١٠)، وذكره مكي بن أبي طالب في "الهداية" (١١/ ٧٢٢٣)، والواحدي في "البسيط" (٢١/ ١٥٨)، وابن عطية في "المحرر الوجيز" (٥/ ٢٢٩).