وقيل:{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ}: أي: كلُّ عمَلٍ يُتَقَرَّبُ به إليه، ويُبْتَغَى به وَجْهُه؛ أي: رضاه؛ كما قال:{إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ}[الليل: ٢٠]؛ أي: يَهْلِكُ الجنُّ والإنسُ ولا يَبْقى لهم إلَّا ما توجَّهوا به إليه.
{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}: ووجهُ النِّعْمَةِ: التَّسْوِيَةُ بين الخَلْقِ في الفَناء والهَلَكةِ، والدِّلالةُ على ما يَبْقى لهم نَفْعُه في الآخرة.
فإنْ قالوا: إنَّ كثيرًا مِن المُعَطِّلَةِ وغيرِهم لا يعتقدونه، فلا يسألونه.
قلنا: معناه: هو المُسْتَحِقُّ أنْ يَسْأَلوه وإنْ ضلَّ قومٌ عنه؛ لأنَّهم إذا سأَلوا أحدًا سأَلوه به؛ لأنَّه هو القادِرُ على ذلك، واللَّهُ تعالى هو القادِرُ على كلِّ شيءٍ على الحقيقة، وكان ذلك سؤالَه في الحاصِلِ، ولأنَّه تعريفٌ أنَّ الكُلَّ لا غِنى بهم عنه،