للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولأنَّ المُرادَ هُم أهلُ المعرفة به، فهذا عامٌّ أُرِيدَ به الخُصوصُ.

وقال ابن عباس: أهلُ السَّماواتِ يسألونه المغفرةَ، وأهلُ الأرضِ يسألونه الرِّزْقَ والمغفرة (١)، {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}: يُحيي ويُميتُ ويُعيدُ، ويُغيثُ ويُطْعِمُ جائعًا، ويَفُكُّ أسيرًا، ويُجِيبُ داعيًا، ويُولِدُ مولودًا، ويُعْدِمُ موجودًا (٢).

وقال قتادة: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: يعني: لا يَسْتَغْني عنه أهلُ السماوات والأرض (٣).

{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}: يُرَبِّي صغيرًا، ويُفْنِي كبيرًا، ويَفُكُّ أسيرًا.

ورُوِيَ أنَّ أحبارَ اليهود قالوا: إنَّ اللَّهَ تعالى لا يَفْعَلُ يومَ السَّبْتِ شيئًا، هو في استراحةٍ، فأنزَلَ اللَّهُ تعالى: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق: ٣٨]، وأنزَلَ: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} (٤).


(١) ذكره عنه الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٨٣)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٤٤٥). ورواه عبد بن حميد وابن المنذر كما في "الدر المنثور" (٧/ ٦٩٩) عن أبي صالح.
(٢) لم أجده هكذا، وروى عبد الرزاق في "تفسيره" (٣٠٨٨)، والطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٢١٥)، والطبراني في "الكبير" (١٠٦٠٥)، والثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٨٤)، وأبو نعيم في "الحلية" (١/ ٣٢٥)، والواحدي في "الوسيط" (٤/ ٤٦٣)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (٨٢٨)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٤٤٦) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما في قوله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}: إن اللَّه خلق لوحًا محفوظًا من درة بيضاء، دفتاه ياقوتة حمراء، قلمه نور، وكتابه نور، عرضه ما بين السماء والأرض، ينظر فيه كل يوم ثلاث مئة وستين نظرة، يخلق بكل نظرة، ويحيي ويميت، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١٩١): رواه الطبراني من طريقين، ورجال هذه ثقات.
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٢١٢)، وذكره الواحدي في "الوسيط" (٤/ ٢٢١)، والسمعاني في "تفسيره" (٥/ ٣٢٨)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٤٤٥).
(٤) ذكره مقاتل في "تفسيره" (٤/ ١٩٨)، والماتريدي في "تأويلات أهل السنة" (٩/ ٤٧٣)، =