للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ذلك؛ لأنَّ المكانَ يَصيرُ جَمْعًا، فأمَّا المنسوبُ إليه فيبقى واحدًا كـ "الجَوَالِقِيِّ"، إلَّا أنْ يُقْرَأَ: (عَبَاقِرٍ) بدون الياء، فيصيرُ جَمْعًا، ولا ضرورةَ إليه، فإنا قلنا: إنَّ العَبْقَرِيَّ جَمْعٌ، وواحدتُها: عَبْقَرِيَّةٌ.

* * *

(٧٧ - ٧٨) - {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٧) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.

قولُه تعالى: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}: قال القُتَبِيُّ: إنَّ اللَّهَ تعالى عدَّدَ في هذه السُّورةِ نَعْماءَه على عِبادِه، ثم أتبَعَ ذِكْرَ كلِّ نِعْمَةٍ بهذا الكلام تقريرًا وتذكيرًا، وجعلَه فاصلًا بين كلِّ نِعْمَتَينِ لِيُفَهِّمَهم النِّعَمَ، وهو كقولِكَ لِمَن أحسَنْتَ إليه دَهْرَكَ وتابَعَتْ لديه أياديكَ، وهو في جميع ذلك يَكْفُرُكَ ولا يَشْكُرُكَ: ألم تكن فقيرًا فأغنيتُكَ؟! أفتُنْكِرُ هذا؟! ألم تكن ضالًّا فهَدَيْتُكَ؟! أفتُنْكِرُ هذا؟! ألم تكن عُرْيانًا فكسوتُكَ؟! أفتُنْكِرُ هذا؟! ألم تكن خَامِلًا فرَفَعْتُكَ؟! أفتُنْكِرُ هذا؟! وما أشبَه هذا، ومثْلِ تكرارِ: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}، {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} (١).

وقولُه تعالى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}: قال الحسن: أي: تقَدَّسَ (٢).

وقال ابنُ عبَّاسٍ: تعالى (٣).

وقال الضَّحَّاكُ: تَعَظَّمَ (٤).


= "على رفارف خضر وعباقري" بالألف والإجراء.
(١) انظر: "تأويل مشكل القرآن" (ص: ١٥١).
(٢) لم أقف عليه.
(٣) ذكره عنه الواحدي في "البسيط" (١٦/ ٤٠٠). وروى عنه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٢٧٨) قوله: ذو العظمة والكبرياء.
(٤) ذكره عنه الثعلبي في "تفسيره" (٤/ ٢٤٠).