للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما: {أَتْرَابًا}: مستوياتٍ (١) على سنٍّ واحدٍ (٢).

* * *

(٣٨ - ٤٠) - {لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (٣٨) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ}.

{لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ}: قال الفرَّاء: أي: هذا كلُّه لأصحاب اليمين، وهم الذين يَلُون السَّابقين (٣).

وقيل: {أَتْرَابًا (٣٧) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ}؛ أي: هذه النِّساء على ميلادِ الرِّجال.

قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ}: أي: أصحابُ اليمين جماعةٌ عظيمة في الآخرة من الأممِ المتقدِّمة.

{وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ}: أي: جماعةٌ عظيمة في الآخرة منهم مِن هذه الأمَّة.

وروى ابن مسعود رضي اللَّه عنه أنَّ النَّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إنِّي لأرجو أن تكونوا رُبُعَ أهل الجنَّة"، فكبَّر أصحابُه، ثمَّ قال: "إنِّي لأرجو أنْ تكونوا ثُلُثَ أهلِ الجنَّةِ"، فكبَّرَ أصحابُه (٤)، ثمَّ قال: "إنِّي لأرجو أنْ تكونوا شَطْرَ أهلِ الجنَّة"، ثمَّ قال: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} الآيات (٥).

وروى عروةُ بنُ رُويمٍ اللَّخمِيُّ: أنَّ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حين أُنزِلَ عليه صَدْرُ سُورة


(١) في (ف): "مسنونات".
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٣٢٩).
(٣) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٣/ ١٢٦).
(٤) "ثم قال إني لأرجو أن يكونوا ثلث أهل الجنة فكبر أصحابه" ليس في (ف).
(٥) رواه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (٤٠٤)، وابن أبي شيبة في "مسنده" (٤٠١)، وأبو يعلى في "مسنده" (٥٣٣٩)، وابن حبان في "صحيحه" (٦٤٣١)، والحاكم في "المستدرك" (٨٧٢١) وصححه. وأصله عند البخاري (٦٥٢٨)، ومسلم (٢٢١) دون ذكر الآية.