للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حضورٌ له تنظرونَ إليه وتشاهدون حالَه، لا تردُّونَ (١) روحَه في جسدِه، مع عِزَّةِ فَقْدِهِ عليكم، وحرصِكُم على بقائِه، فإذا كنتم على ذلك غيرَ قادرين فاستدِلُّوا به على أنَّ خروجَ روحِه بإخراجِ اللَّهِ تعالى إيَّاها، وأنَّه إنَّما يفعلُه ليبعَثه يومَ الحسابِ، ويجازيَه بالثَّواب والعِقاب.

{فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ}: أي: فأمَّا إنْ كانَ الَّذي تقبضُ الملائكةُ روحَه مِن السَّابقين المقرَّبين {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ}: فلَهُ رَوحٌ وريحان.

قال ابن عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما: {فَرَوْحٌ}؛ أي: راحةٌ في القبر، {وَرَيْحَانٌ}؛ أي: رزقٌ في الجنَّة (٢).

وقال أبو العالية: {وَرَيْحَانٌ} عندَ الموتِ، يُؤتَى به مِنَ الجنَّةِ، فيشمُّه ثمَّ يموت (٣).

وقال الزَّجَّاجُ: ريحانٌ: أصلُه رَيِّحَان بتشديد الياء؛ لأنَّه مِن الرَّوح (٤)، وخُفِّفَ للزِّيادة الَّتي لحقتْهُ مِن الألف والنَّون (٥).

وقال عطاءٌ: الرَّوح: الفرجُ مِن غُموم الدُّنيا، والرَّيحانُ: الرِّزقُ في الجنَّة.


(١) قوله: "لا تردون" كذا في النسخ، ولعل المعنى على حذف "لا"؛ لأن الكلام صدرب "هلا"، فالمعنى: (فهلا إذا كان كذا وكذا تردون)، ولا لزوم لـ (لا) بل هي تقلب المعنى.
(٢) روى نحوه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٣٧٧) عن مجاهد، وانظر: "تنوير المقباس" للفيروزابادي (ص: ٤٥٥).
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٣٧٨).
(٤) قوله: "من الروح" كذا في النسخ، والذي في "معاني القرآن" للزجاج وغيره: "رَيْوِحان" على وزن: فيعلان. انظر: "مشكل إعراب القرآن" لمكي (٢/ ٧٠٥)، و"البسيط" للواحدي (٢١/ ١٤٤)، و"المحرر الوجيز" لابن عطية (٥/ ٢٢٦)، و"التبيان في إعراب القرآن" للعكبري (٢/ ١٢٠٦)، وغيرها.
(٥) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٥/ ١١٧ - ١١٨).