(٢٦) - {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ}: وهذا تفصيلُ بعضِ الإجمال، وشرحُ هذا التَّفصيل في (سورة الأنعام) في قوله: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ} [الأنعام: ٨٣] الآيات.
وقوله: {وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ}؛ أي: وجعلْنا بعضَهم أنبياء، وبعضَهم أممًا يتلون الكتاب.
{فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ}: أي: فاهتدى بعضهم، وثبتَ على دينه {وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}: خارجون عن الطَّاعة.
* * *
(٢٧) - {ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}.
{ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا}: أي: أتبعنا مَن بعدَهم واحدًا بعدَ واحدٍ مِن الرُّسل.
{وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ}: أتيْنا به بعدَهم.
{وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ}: أي: أعطيْناه وأوحيْنا إليه.
{وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ}: أي: آمنوا به وصدَّقوه من أمَّتِه.
{رَأْفَةً وَرَحْمَةً}: قيل: أي: أمروا في الإنجيل بالصَّفح والإعراض عن مكافأة النَّاس على الأذى، وقيل لهم: مَن لطمَ خدَّك الأيسر فولِّهِ خدَّكَ الأيمن، ومَن أرادَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute