للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي رواية قال: "لم أؤمر فيك بشيء" (١).

فعادَتْ إلى مثل قولها مرارًا، وقالت: إنَّ لي صِبيةً صغارًا، إنْ ضممْتُهم إليَّ جاعوا، وإنْ ضممْتُهم إليه ضاعوا، وقالت: اللَّهمُّ إنِّي أشكو إليك ما لقيْتُ من زوجي (٢).

وفي رواية محمَّد بن كعبٍ القُرظيِّ: كان هذا أوَّل ظهار في الإسلام، فلمَّا قال لها: أنتِ عليَّ كظهر أمِّيح ندمَ على ذلك، وقال لها: ما أُراك إلَّا حرمْتِ عليِّ، وإنِّي لأستحيي أن آتيَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأسأله عن هذا، فائتِه، فقالت: إنَّ أوسَ بن الصَّامت أبو ولدي، وابن عمِّي، وأَحَبُّ النَّاس إليَّ، ظاهر منِّي، وما ذكر طلاقًا. فقال لها النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما أراكِ إلَّا وقد حرمْتِ عليه"، قالت: لا تقلْ ذلك يا رسول اللَّه، فأعادَتْ عليه مرارًا قولها، ثم قالت: اللَّهم أشكو إليك وحشتي، وفراق زوجي، ووَجْدي به، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآيات (٣).

وفي رواية ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما: قالت: يا رسول اللَّه، لَمَّا كبرَ سنِّي، ورقَّ عظمي، واقتربَ أجلي، وبادَ أهلي، ظاهرَ منِّي (٤).


(١) قطعة من خبر طويل رواه البزار (١٥١٣ - كشف)، والطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٤٤٨ - ٤٤٩)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٧/ ٣٨٢)، عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما. وهو حديث منكر كما قال البزار عقبه. ورواه مطولًا أيضًا الطبري (٢٢/ ٤٤٩ - ٤٥٠) من طريق آخر عن ابن عباس، وإسناده ضعيف لضعف بعض رواته ومنهم عطية العوفي الراوي عن ابن عباس.
(٢) روى نحو هذه القصة الإمام أحمد في "المسند" (٢٧٣١٩)، وأبو داود (٢٢١٤)، والطبراني في "الكبير" (٦١٦)، من حديث خولة بنت ثعلبة رضي اللَّه عنها.
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٤٥١).
(٤) رواه بنحوه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٤٥٥)، وورد نحوه ضمن حديث عائشة الآتي.