للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقالت عروة: كان امرأً به لممٌ، فإذا اشتدَّ لممُه ظاهرَ من امرأتِه (١).

وعن عائشة رضي اللَّه عنها أنَّها قالَتْ: تبارك الَّذي وسِعَ سمعُه الأصواتَ، إنِّي لأسمَعُ كلامَ خولةَ بنت ثعلبة، ويخفى عليَّ بعضُه، وهي تشتكي زوجَها إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهي تقول: يا رسول اللَّه، أكلَ شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبرَتْ سنِّي، وانقطعَ ولدي، ظاهر منِّي، اللَّهم إنِّي أشكو إليك، قالَتْ: فما برحَتْ حتَّى نزل جبريلُ صلوات اللَّه عليه بهذه الآيات (٢).

واختلفت الرِّويات (٣) في اسمها ونسبها:

قيل: خولة بنت ثعلبة.

وقيل: خولة بنت خويلد.

وقيل: خولة بنت الصَّامت.

وقال أبو العالية: خولة بنت دليج (٤).


(١) رواه أبو داود (٢٢١٩) عن هشام بن عروة، و (٢٢٢٠) عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة رضي اللَّه عنها، وإسناده صحيح.
قال الخطابي في "معالم السنن" (٣/ ٢٥٣): معنى اللَّمم هاهنا: الإلمام بالنساء وشدة الحرص والتوقان إليهن، يدلُّ على ذلك قوله في هذا الحديث من الرواية الأولى: (كنت امرأً أصيب من النساء ما لا يصيب غيري)، وليس معنى اللمم هاهنا: الخبل والجنون، ولو كان به ذلك ثم ظاهر في تلك الحالة لم يكن يلزمه شيء من كفارة ولا غيرها، واللَّه أعلم.
(٢) رواه النسائي (٣٤٦٠)، وابن ماجه (٢٠٦٣)، والطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٤٤٦). وعلقه البخاري قبل حديث (٧٣٨٦).
(٣) في (ف): "الرواة".
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٤٤٦). وفيه: "خويلة بنت دليج".