للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عوف، كان يأتي رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فيجلسُ معه، ثم يرفع حديثه إلى اليهود، فبينما رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- جالسٌ ذات يوم في حجرة من الحجرات قال: "يَطْلعُ عليكم من هذه الحجرة الآن رجلٌ قلبُه قلبُ جبَّار، وينظر بعيني شيطان"، فأتى عبد اللَّه بن نبتل، فمُنع من أن يدخل من الباب، فصعد فوق الحجرة، فاطَّلع على النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال له النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أنت الذي تسبُّني وفلان وفلان"، فحلف باللَّه ما فعل، وحلف النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لقد قلْتَ (١)، ثمَّ انطلق فجاء بهم، فحلفوا له ما سبُّوه، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية (٢).

* * *

(١٧ - ١٩) - {لَّنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١٧) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (١٨) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.


(١) في (ف): "فعلت".
(٢) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٢٦٣).
وروى نحوه الإمام أحمد في "مسنده" (٢١٤٧) (٢٤٠٧) (٣٢٧٧)، والبزار في "مسنده" (٥٠١٠)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٢٣٠٧)، والحاكم في "المستدرك" (٣٧٩٥) من حديث ابن عباس رضي اللَّه عنه، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١٢٢): رواه أحمد والبزار، ورجال الجميع رجال الصحيح.
ولفظ الإمام أحمد: عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- جالسًا في ظل حجرته فقال لأصحابه: "يجيئكم رجل ينظر إليكم بعين شيطان، فإذا رأيتموه فلا تكلموه"، فجاء رجل أزرق، فلمَّا رآه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- دعاه، فقال: "علامَ تشتمني أنت وأصحابك؟ " قال: كما أنت حتى آتيك بهم، قال: فذهب، فجاء بهم، فجعلوا يحلفون باللَّه ما قالوا، وما فعلوا، وأنزل اللَّه عز وجل: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ} إلى آخر الآية.