للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وانتظامُ السُّورتين: أنَّ تلك أوَّلها في تخفيف الأحكام على المؤمنين، وأوَّل هذه في التَّشديد في الدُّنيا والآخرة على الكافرين.

وبقيَّة تلك في ذكر المخلصين والمنافقين، وبقيَّة هذه في ذكر تقسيم المخلصين وذكر أحوال المنافقين.

وختمُ تلك في مدح أولياء اللَّه تعالى، وختمُ هذه في بيان أسماء اللَّه تعالى.

* * *

(١ - ٢) - {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ}.

قوله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}: هو على ما فسَّرناه في أوَّل (سورة الحديد).

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ}: هذا بيانُ قصَّة بني النَّضير وإجلائهم.

ذكرَ أصحابُ المغازي: أنَّ عَمرو بن أميَّة قتلَ رجلين من المشركين من بني عامر بن صعصعة كان وادعَهما رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو لا يعلم، فلمَّا أخبرَ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه سلم - بذلك قال: "بئسما صنعْتَ، قد كان لهما منَّا أمان"، قال: ما شعرْتُ، فأرسلَ عامرُ بن الطُّفيل إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يلتمس منه ديتَهما، فخرج رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى بني النَّضير -وكانوا حلفاء لبني عامر- يستعين بهم في ديتهما، فتآمر بنو النَّضير في اغتياله، وكان قاعدًا في نفرٍ من أصحابه تحت ظلِّ جدارٍ، فأراد اليهود أن يطرحوا عليه صخرةً،