وقوله تعالى:{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ}: قيل: هو عطف على قوله: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ} في استحقاق الغنيمة.
وقيل: هو مبتدأ، وتقديرُه: الفيء لكذا وللمهاجرين، والأنصار لا يحسدونهم على هذا الاستحقاق، وذلك قوله تعالى:{وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا}.
وقوله تعالى:{تَبَوَّءُوا الدَّارَ}؛ أي: اتَّخذوا المدينة مسكنًا، نزلها الأنصار قبل المهاجرين.
{وَالْإِيمَانَ}؛ أي: وتبوَّؤوا الإيمان بالمدينة.
{مِنْ قَبْلِهِمْ}؛ أي: آمنوا قبل هجرة النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه إليهم، فقد روي: قَلَّتْ دار بالمدينة إلَّا كان الإسلام دخلَها قبلَ قدوم النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكانوا قد صلَّوا صلاة الجمعة قبلَ قدومهم.
ومعنى قوله:(تبوءوا الإيمان)؛ أي: تمكَّنوا منه، واستقرُّوا فيه كما يستقرُّ