للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ}؛ أي: يطلبون بهجرتهم فضلًا من اللَّه وثوابَ الآخرة {وَرِضْوَانًا}: رضًا عنهم، فلا يؤاخذُهم بالتَّقصير.

وقيل: {فَضْلًا مِنَ اللَّهِ}: غنيمة في الدُّنيا {وَرِضْوَانًا}: في العُقبى.

{وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}: أي: ينصرون دين اللَّه، ويُعِينون رسول اللَّه.

{أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}: المحقِّقون أقوالَهم بأفعالهم.

* * *

(٩) - {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ}: قيل: هو عطف على قوله: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ} في استحقاق الغنيمة.

وقيل: هو مبتدأ، وتقديرُه: الفيء لكذا وللمهاجرين، والأنصار لا يحسدونهم على هذا الاستحقاق، وذلك قوله تعالى: {وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا}.

وقوله تعالى: {تَبَوَّءُوا الدَّارَ}؛ أي: اتَّخذوا المدينة مسكنًا، نزلها الأنصار قبل المهاجرين.

{وَالْإِيمَانَ}؛ أي: وتبوَّؤوا الإيمان بالمدينة.

{مِنْ قَبْلِهِمْ}؛ أي: آمنوا قبل هجرة النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه إليهم، فقد روي: قَلَّتْ دار بالمدينة إلَّا كان الإسلام دخلَها قبلَ قدوم النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكانوا قد صلَّوا صلاة الجمعة قبلَ قدومهم.

ومعنى قوله: (تبوءوا الإيمان)؛ أي: تمكَّنوا منه، واستقرُّوا فيه كما يستقرُّ