للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: {وَأُخْرَى}؛ أي: وتجارةٌ أخرى.

{وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} بهذا الوعد.

* * *

(١٤) - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}.

وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ}: قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو: {أنصارًا} بالتَّنوين {للَّه} بالَّلام، وقرأ الباقون: {أَنْصَارَ اللَّهِ} على الإضافة (١)؛ أي: انصروا دين اللَّه ورسوله.

قوله تعالى: {كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ}: أي: لأصفياءِ أصحابه.

{مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ}: قيل: أي: مع اللَّه؛ أي: مع نصرته، كقولهم: الذَّود إلى الذَّود إبلٌ (٢).

وقيل: أي: {مَنْ أَنْصَارِي} تقرُّبًا إلى اللَّه تعالى.

وقيل: {مَنْ أَنْصَارِي} أيَّام حياتي إلى أن أصير إلى اللَّه تعالى؛ أي: يقبضني إلى حيث يشاء.

قوله تعالى: {قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ}: أي: أنصار نبيِّه ودينه.

وقد ذكرنا الأقاويل في الحواريِّين في (سورة آل عمران).


(١) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٦٣٥)، و"التيسير" للداني (ص: ٢١٠).
(٢) قولهم الذود إلى الذود إبل: يراد أن القليل إذا جمع إلى القليل كثر، والذود ما بين الثلاث إلى العشر من إناث الإبل ويجمع أذوادًا. انظر: "مجمع الأمثال" للميداني (١/ ٤٦٢).