للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أي: تعجَّبوا وأنكروا أن يكون اللَّه يرسلُ إلى خلقه بشرًا منهم حتى يكون مَلَكًا.

{فَكَفَرُوا}: فجحدوا ذلك {وَتَوَلَّوْا}؛ أي: أعرضوا عن طاعة اللَّه تعالى وطاعة رسوله.

{وَاسْتَغْنَى اللَّهُ}: وكان اللَّه غنيًّا عن إيمانهم، فلم (١) يَنقصوا بكفرهم ومعاصيهم من ملك اللَّه شيئًا.

{وَاللَّهُ غَنِيٌّ} عن عباده {حَمِيدٌ}: مستحِقٌّ للحمد من جميع خلقه، وحميد بحمد الملائكة والرُّسل والمؤمنين.

والبشر يصلح للواحد والجمع، وهاهنا للجمع حتى قال: {يَهْدُونَنَا}.

* * *

(٧) - {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}.

وقوله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا}: أي: قالوا كاذبين.

قال شريح: (زعم) كُنْيَةُ الكذب (٢).

وعن هانئ بن عروة أنَّه قال لابنه: هب لي اثنتين: زعموا وسوف، لا يكونان في كلامك (٣).


(١) من قوله: "تعجبوا. . . " إلى هنا ليس في (أ).
(٢) رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٢٥٧٩٦).
(٣) رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٢٥٧٩٥)، وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في زوائده على "الزهد" لأبيه (١١٩٦). قلت: وما ذكر في ذم الزعم هو في القرآن كذلك، فإنه كما قال الراغب في "مفرداته" (مادة: زعم): (جاء في القرآن في كلّ موضع ذمّ القائلون به). لكنه في غير القرآن ليس معناه مقتصرًا على ما الذم كما ذكر بعض العلماء، قال الحافظ في "الفتح" (١/ ١٥٢): الزعم يطلق على القول المحقق أيضًا كما نقله أبو عمر الزاهد في "شرح فصيح" شيخه ثعلب، وأكثر سيبويه من قوله: =