للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بئس مطيَّة القوم (١) زعموا" (٢).

وقوله تعالى: {لَنْ يُبْعَثُوا}؛ أي: بعد الموت يوم القيامة.

{قُلْ بَلَى}: هو ردٌّ لقولهم {وَرَبِّي}؛ أي: وحقِّ ربي {لَتُبْعَثُنَّ} يوم القيامة {ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ}؛ أي: لتخبرنَّ به للجزاء عليه.

{وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}: أي: وبعثهم سهلٌ عليه كابتدائهم.

* * *

(٨ - ٩) - {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٨) يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.


= زعم الخليل، في مقام الاحتجاج. وقال النَّووي في "شرح مسلم" (١/ ٤٥): وقد كثر الزعم بمعنى القول، وفي الحديث عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "زعم جبريل" وفي حديث ضمام بن ثعلبة رضي اللَّه عنه: زعم رسولك، وقد أكثر سيبويه في "كتابه" المشهور من قوله: زعم الخليل كذا، في أشياء يرتضيها سيبويه، فمعنى زعم في كل هذا: قال.
وحديث ضمام رواه مسلم (١٢) من حديث أنس رضي اللَّه عنه. وحديث "زعم جبريل" ورد في حديث أبي قتادة، رواه عبد بن حميد في "مسنده" (١٩٢) عن أبي قتادة رضي اللَّه عنه.
(١) في (أ) و (ف): "المسلم".
(٢) رواه أبو داود (٤٩٧٢) من طريق أبي قلابة عن أبي مسعود الأنصاري رضي اللَّه عنه، بلفظ: "بئس مطية الرجل زعموا"، وإسناده ضعيف لانقطاعه، أبو قلابة -وهو عبد اللَّه بن زيد الجَرْمي- لم يدرك أبا مسعود البدري، ونبه على انقطاعه الحافظ في "الفتح" (١٠/ ٥٥١)، وانظر: "المقاصد الحسنة" للسخاوي (ص: ٢٤٣، ٢٤٤). قال ابن الأثير في "جامع الأصول" (١١/ ٧٤٢): "معنى قوله: "بئس مَطِيَّةُ الرجل زعموا" أن الرجل إذا أراد المسير إلى بلد، والظَّعن في حاجة، ركب مَطِيّتَهُ، وسار حتى يقضيَ حاجته، فشبَّه النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ما يُقَدِّمه الرجل أمام كلامه، ويتوصل به إلى حاجته من قوله: "زعموا" بالمطيَّة التي يتوصل بها إلى الموضع الذي يقصده".