فإنْ كان من أهل الجنَّة صُيِّر منزلُه في النَّار لغيره من أهل النَّار، وإنْ كان من أهل النَّار صُيِّر منزلُه في الجنَّة لغيره من أهل الجنَّة، وعلى هذا حمَل أكثر أهل الرِّواية قولَه:{أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}[البقرة: ٢٧]، {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (١٠) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ} [المؤمنون: ١٠ - ١١] على هذا.
وعند أهل التَّحقيق: ليس هو على ظاهرِ أن يكون هو له ثم يصيرَ لغيره، لكنْ بعددِ كلِّ عبد منزل في الجنَّة؛ إن آمن كان له، وإن لم يؤمن لم يكن له، وبعدد كلِّ عبدٍ بيتٌ في النَّار، إن كفر كان له، وإن لم يكفر لم يكن له، واللَّه تعالى عالم في الأزل مَن يؤمن ومن يكفر، لا تبدُّل على علمه، ولا تغيُّر على حكمه، وإنَّما الاشتباه على خلقه.
وقيل: الدُّنيا متجر، ويظهر الرِّبح والخسران في الآخرة، وهو ما ذكر بعده.