للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

دليل صحَّة قول أصحابنا في الحنث بدخول دار يسكنها فلان بغير مِلْكٍ، وقد حلفَ لا يدخل داره.

{وَلَا يَخْرُجْنَ}: بأنفسهنَّ أيضًا.

{إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} قال الحسن والضَّحَّاك وحمَّاد وسعيد بن المسيِّب وعطاء بن أبي رباح وعبد الرَّحمن بن زيد ومجاهد والشَّعبي وأبو صالح والسُّدِّيُّ وهو مروي عن ابن عمر: هي الزِّنى، فتُخرج للرَّجم (١).

وقالت عائشة رضي اللَّه عنها والأسود وسعيد بن المسيِّب في رواية وابن عبَّاس: هي أن تبذو على أحمائها، فتُخرج إلى موضع آخر (٢).

روي أنَّ فاطمة بنت قيس كان في لسانها ذَرَب، فاستطالَتْ على أحمائها في عدَّتها، فأمرها رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن تعتدَّ في بيت ابن أمِّ مكتوم (٣).

وعن ابن عمر في رواية وعن الشَّعبي والسُّدِّي رحمهما اللَّه: أنَّ الفاحشة هي نفس الخروج (٤).

ومعنى هذا: ألَّا تُخرَجَ أصلًا إلَّا أنْ تخرُجَ بنفسها، فتكون قد أتت بفاحشة؛ أي: فعلة قبيحة في الشَّرع.


(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٣٢ - ٣٣) عن الحسن والشعبي ومجاهد وابن زيد. وذكره عن ابن عمر الماوردي في "النكت والعيون" (٦/ ٢٩). وعن السدي الواحدي في "البسيط" (٢١/ ٥٠٢).
(٢) رواه عبد الرزاق في "مصنفه" (١١٠٢٢)، والطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٣٤) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.
(٣) رواه أبو داود (٢٢٩٦)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٣/ ٦٩)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٧/ ٤٣٣)، عن سعيد بن المسيب.
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٣٥) عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما والسدي.