للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ}: أي: وهذه المذكورات معالم شرع اللَّه.

{وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ}: أي: يتجاوزها {فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} حيث أوردها موارد الهلاك.

{لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}: أي: أَحْصُوا العدَّة، فعسى اللَّه أن يُحدث لكم رغبةً في المراجعة بعد الطَّلاق، كذا فسَّره الحسن وقتادة والضَّحاك والشَّعبي والنَّخعي والسُّدِّي وعكرمة وابن زيد (١).

و {لَا تَدْرِي} خطاب للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقيل: خطاب للمطلِّق، وقوله: {يُحْدِثُ} دليل على خلق الأفعال، وهو رغبته فيها وميله إليها (٢).

* * *

(٢) - {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}.

وقوله تعالى: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ}: أي: قاربْنَ انقضاء عدتهنَّ.

{فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ}: هو الرُّجعة {أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ}: هو التَّرك حتى تنقضي العدَّة من غير إضرار.

{وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ}: أي: على الرَّجعة، وهو للاستحباب عندنا، وللإيجاب عند الشَّافعي رحمه اللَّه.


(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٣٨) عن قتادة والحسن وعكرمة والضحاك والسدي وابن زيد وسفيان.
(٢) أي: الأمر الذي لعل اللَّه يحدثه هو رغبة المطلِّق في مطلقته وميله إليها.