الآيات، فخرَجوا عن التفسيرِ إلى مواضيعَ أخرى وتشعَّبوا فيها.
وقد انعكسَ هذا المنهجُ للمؤلِّف على المصادر التي استقَى منها، حيث اقتصَر رحمه اللَّه في الغالب على كتبِ التفسير، بل على الأمَّهات منها، فنقل عنها بالتصريحِ أحيانًا ودونَ ذلك في أحيانٍ أخرى، ومِن أكثرِ الكتب التي نقَل منها المؤلِّف:
١ - "تأويلات أهل السنة" لمحمدِ بنِ محمدِ بن محمودٍ، أبو منصورٍ الماتريديُّ ت (٣٣٣ هـ): وقد أكثرَ من النقلِ عن هذا الكتابِ من البدايةِ وحتى النِّهايةِ، وهو في الغالِبِ يصرِّح بالنقلِ عنه، تارةً باسم المؤلف وتارةً باسم كتابه، وله احترامٌ خاصٌّ تُجاه الماتريديِّ، فكثيرًا ما كان يصفُه بأوصافٍ تدلُّ على ذلك، فقد وصفَه مرةً بقوله: الشيخُ الإمامُ الزاهد أبو منصورٍ الماتريديُّ رحمه اللَّه، وإن كان في الغالب يقتصرُ على وصفِه بالإمام، ولا يذكُرُه مجرَّدًا عن ذلك الوصف.
٢ - "لطائف الإشارات" لعبدِ الكريمِ بنِ هوازنَ بنِ عبدِ الملك القُشيريِّ (ت ٤٦٥ هـ): وهذا الكتاب كالذي قبلَه في كثرةِ النقلِ عنه واستمرارِه، وهو كذلك لا يذكُر مؤلِّفه إلا بنعتِ الإمام، وغالبُ ما ينقلُه عنه في خواتيم الآياتِ لبيانِ ما فيها من الإشارات.
٣ - "معاني القرآن" للفرَّاء: وهو يكثرُ من الرجوع إليه، وله اعتمادٌ كبيرٌ على أقواله.
٤ - "معاني القرآن" للزجَّاج: وهو من المراجعِ الدوَّارةِ في الكتاب أيضًا.
٥ - "مجاز القرآن" لأبي عبيدةَ مَعْمَرِ بن المثنَّى: وقد نقلَ عنه في مواضعَ كثيرةٍ جدًّا مصرِّحًا بذلك في الغالب.
٦ - "تفسير مقاتل بن سليمان": قد أكثرَ المؤلِّفُ رحمهُ اللَّه مِن ذكرِ أقوالِ مقاتلٍ،