للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يوم القيامة، وقيل للنَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: وكيف يمشون على وجوههم؟ قال: "إنَّ الذي أمشاهم على أقدامِهم قادرٌ على أنْ يمشيَهم على وجوهِهم" (١).

وقال مقاتل: {مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ}: ضالًّا أعمى في الظُّلمة، يعني: أبا جهل بن هشام {أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا} هو عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه (٢).

وقيل: النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وقيل: هي عامَّة المسلمين (٣).

* * *

(٢٣ - ٢٦) - {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (٢٣) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٢٥) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ}.

وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ}: ابتدأ خلقَكُم {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ} وهي آلات العلم والمعرفة، ثم أنتم {قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} هذه النِّعم؛ لأنَّكم تشركون باللَّه، ولا تخلصون له العبادة.

قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ}: أي: خلقَكم {وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}؛ أي: تُبعثون وتُجمَعون للحساب والجزاء.


(١) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٣٢٦٨)، والطبري في "تفسيره" (٢٣/ ١٣٣). والمرفوع منه رواه البخاري (٤٧٦٠)، ومسلم (٢٨٠٦)، من حديث أنس رضي اللَّه عنه.
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" (٤/ ٣٩٣)، وفيه: "أمن يمشي سويًّا؛ يعني النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-".
ولم أقف على من ذكر أن المقصود في الآية هو عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، وذكر الواحدي عن ابن عباس أنه حمزة، وعن عكرمة أنه عمار بن ياسر. انظر: "البسيط" (٢٢/ ٦٠ - ٦١).
(٣) "المسلمين" من (أ).