للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عجبْتُ مِنْ نفسِي ومِنْ إشفاقِها... ومِنْ ذيادي الطَّيرَ عَنْ أرزاقِها

في سَنَةٍ قد كشفَتْ عن ساقِها... حمراءَ تُبدي اللحمَ عن عُراقها (١)

وقال القتبي: وأصل هذا: أنَّ الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج إلى معاناة وجدٍّ فيه شمَّر عن ساقه، فاستعير السَّاق في موضع الشِّدة (٢).

وقال دريد بن الصِّمَّة:

كَمِيْشُ الإزارِ خارجٌ نصفُ ساقِهِ... صَبورٌ على الجلَّاءِ طلَّاعُ أنجدِ (٣)

وقال الهذلي:

وكنْتُ إذا جاري دعا لِمَضُوفَةٍ... أشمِّرُ حتَّى يَنْصُفَ السَّاقُ مِئزَرِي (٤)

والحملُ في هذه الآية على ظهور شدائد الأمور قولُ ابن عبَّاس وعكرمة ومجاهد وجماعة (٥).


(١) الرجز أنشده ابن عباس رضي اللَّه عنهما في شرح الآية، قال: (يكشف عن أمر عظيم، ألا تسمع العرب تقول: وقامَتِ الحَرْبُ. . .) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ١٨٧). وروى ابن أبي حاتم في "تفسيره" (١٠/ ٣٣٦٦) من طريق عكرمة عنه أنه سئل عن هذه الآية فقال: إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب، أما سمعتم قول الشاعر:
اصبِرْ عَنَاقِ إنَّه شَرٌّ باق... قد سنَّ لي قومك. . .
(٢) انظر: "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (ص: ٨٩).
(٣) انظر: "ديوان دريد بن الصمة" (ص: ٤٩).
(٤) انظر: "ديوان الهذليين" (٣/ ٩٢).
(٥) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ١٨٧ - ١٨٨) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة.