للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي الخبر: "أحبُّ الأعمالِ إلى اللَّهِ تعالى أدومُها وإنْ قلَّ" (١).

{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (٢٤) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}: قيل: هي الزَّكاة.

وقيل: هي الزَّكاة وسائر الواجبات.

وقيل: النَّوافل.

سُئل عليُّ بن الحسين عن هذا فقال: هو الشَّيء تخرجه من مالك لا تحسُبُه (٢) من صدقتك ولا من زكاتك، قال: فما هو؟ قال: تَقري به ضيفًا، وتحمل به كَلًّا، وتؤدي به نائبةً، وتَصِل به رَحِمًا، وتَبَرُّ به أخًا (٣).

والسَّائل والمحروم فسَّرناهما في الذَّاريات.

* * *

(٢٦ - ٣١) - {وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (٢٦) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٢٧) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (٢٨) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (٢٩) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٣٠) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}.

{وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ}: أي: يوم الجزاء، ويوم الحساب، ويوم القضاء، وهو يوم القيامة، وإذا صدَّقوا به استعدُّوا له.

{وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ}: أي: خائفون، فإذا خافوه لم يَعْصوه.

{إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ}: لأن المغفرة في حقِّ المؤمن معلَّقة بالمشيئة.


(١) رواه البخاري (٦٤٦٤)، ومسلم (٧٨٣)، من حديث عائشة رضي اللَّه عنها.
(٢) بضم السين من باب نصر؛ أي: لا تَعُدُّه.
(٣) لم أقف عليه.