للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال مجاهد وقتادة: هو إبليس عليه اللَّعنة (١).

{عَلَى اللَّهِ شَطَطًا}: أي: قولًا جائرًا (٢) يجور فيه عن الحقِّ والصَّواب، وهو أنَّه لا يَبعث أحدًا، وأنَّ له صاحبة وولدًا وشريكًا (٣)، وكلُّ ما ذكر في السُّورة فإنَّ إبليس يحسِّنه عند أتجاعه ويضيفه على اللَّه تعالى كذبًا.

قوله تعالى: {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}: أي: كنَّا نظنُّ قبل أن نسمع القرآن أنَّ إبليس وغيره من الجنِّ والإنس لا يَجْترِئون (٤) على الكذب على اللَّه تعالى، وأنَّ سفيهَنا صادقٌ فيما كان يكذب على اللَّه تعالى، إلى أن سمعنا القرآن، فعلمنا أنَّه وسائرَ مَن اتَّبعه وأطاعه كاذبون على اللَّه تعالى، فرجعنا عنه.

قوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ}: أخبر عن طائفة من العرب أنَّهم كانوا يستجيرون بالجنِّ، يقول: كان رجال من الإنس يلتجئون في أسفارهم إذا نزلوا واديًا مُقْفِرًا موحشًا يخافون فيه على أنفسهم من الجنِّ أن يتخبَّطوهم أو ينالوهم بسوء، فيقولون: نعوذ بسيِّد هذا الوادي من سفهائه (٥). على هذا أكثر المفسِّرين.

قال مقاتل: أوَّل مَن تعوَّذ بالجنِّ قومٌ من أهل اليمن، ثم بنو حنيفة، ثم فشا ذلك في العرب (٦).


(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٣٢٠).
(٢) "جائرًا" ليس في (أ) و (ف).
(٣) في (أ) و (ف): "وشركاء".
(٤) في (ر): "يخبرون"، وفي (أ): "يجرؤون".
(٥) في (أ): "يعوذ سيد هذا الوادي بسفهائه".
(٦) انظر: "تفسير مقاتل" (٤/ ٤٦٢).