للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}: يعني: أنَّ الإنس زادوا الجنَّ غيًّا لتعوُّذهم بهم.

وقيل: {رَهَقًا}: فسادًا وجهلًا.

وقال الأخفش: سفهًا وطغيانًا (١).

وقال القتبيُّ: طغيانًا وإثمًا (٢).

وقال الأصمعيُّ: الرَّهق: غشيان المحارم (٣).

وقال أبو سعيد: هو مُقارَفة الإثم (٤).

وقال قطرب: هو الخفَّة والطَّيش (٥).

وذلك أن الجنَّ اجترؤوا عليهم، وتعزَّزوا (٦) في أنفسهم، وقالوا: قد سُدْنا الجنَّ والإنس، فطغَوا بذلك في كفرهم.

وقيل: بل معناه: زاد الجنُّ كفَّارَ الإنس بذلك طغيانًا في الكفر، كأنَّهم كانوا إذا عاذوا بهم فأَمِنوا في منزلهم ظنُّوا أن ذلك من الجنَّ، فازدادوا رغبةً في طاعة الشَّياطين وقَبول وساوسهم.

وقال مجاهد: زادوا الكافرين به طغيانًا (٧).


(١) وكذا قال أبو عبيدة في "مجاز القرآن" (٢/ ٢٧٢).
(٢) انظر: "غريب القرآن" لابن قتيبة (ص: ٤٨٩).
(٣) انظر: "الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي" (ص: ١٢٧)، و"تهذيب اللغة" (مادة: رهق) (٥/ ٢٥٩) كلاهما للأزهري، و"الصحاح" للجوهري (٤/ ١٤٨٧).
(٤) روى الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٣٢٤) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما وقتادة {فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} قال: إثمًا.
(٥) قال نحوه الخليل في "العين" (٣/ ٣٦٦)، ولفظه: الرَّهَقُ: جهل في الإنسان، وخفّةٌ في عقله.
(٦) في (ر): "وتقرروا"، وفي (أ): "تعزوا".
(٧) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٣٢٥).