للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {أَوْ كَفُورًا} معناه: ولا كفورًا.

قال الفرَّاء رحمه اللَّه: (أو) في الجحد والاستفهام بمعنى: (لا)، قال الشَّاعر:

ولا وَجْدُ ثَكْلَى كما وَجِدْتُ ولا... وَجْدُ عَجُولٍ أضلَّهَا رُبَعُ

أو وَجْدُ شيخٍ أَضَلَّ ناقتَهُ... يومَ توافَى الحجيجُ فاندفَعوا (١)

أي: ولا وجد شيخ (٢).

* * *

(٢٥ - ٢٦) - {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٢٥) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا}.

{وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}؛ أي: في الصَّلاة له طرفي نهارك وفي غير الصَّلاة بالتَّسبيح ونحوه.

{وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ}: أي: وتهجَّد باللَّيل تذلُّلًا له.

{وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا}؛ أي: صَلِّ للَّهِ أكثرَ ليلِكَ، واجعلْ نومَك في الأقل منه.

وقيل: {بُكْرَةً وَأَصِيلًا}: صلاة الفجر والظهر والعصر، {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ}: المغرب والعشاء، {وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا}: نفل اللَّيل.


(١) نسب البيتان لمالك بن حريم، كما في "الأمالي" لأبي علي القالي (٢/ ١٢٤).
ونسبا لمالك بن عمرو العاملي، كما في "أمثال العرب" للضبي (ص: ١٤٣)، و"الفاخر" للمفضل ابن سلمة (ص: ٤٦)، و"مجمع الأمثال" للميداني (١/ ١٢٧). وصدر الثاني فيها: "ولا كبير أضل ناقته"، ولا شاهد فيه. وورد البيت الأول منسوبًا لابن رعلاء الغساني. كما في "الإبل" للأصمعي (ص: ٦٥)، و"الكنز اللغوي" لابن السكيت (ص: ٧٩)، و"المذكر والمؤنث"، لأبي بكر الأنباري (٢/ ٥٩).
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٣/ ٢١٩)، وهذا هو الوجه الثاني للفراء.