للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال القتبيُّ رحمه اللَّه: نَشَطْتُ العقال: ربطْتُه (١)، لكنَّه خفيف، ونزع روح المؤمن خفيف كذلك.

وقيل: {وَالنَّاشِطَاتِ}: نازعات أرواح الكفَّار بشدَّة، كإثبات العقال. قاله ابن جريج (٢).

وأمَّا السَّابحات: فالملائكة تسبح بين السَّماء والأرض إذا نزلَتْ؛ أي: تُسرع كالسَّابح في الماء.

وقال قطرب: السَّابحات: الملائكةُ تقبض أرواح المؤمنين، يسلُّونها سلًّا رويدًا، ثم يدَعونها حتى تستريح، ثم يسلُّونها سلًّا رقيقًا، ثم يدَعونها تستريح. وكذا قاله الكلبيُّ، والسَّابح في الماء كذلك (٣).

وأمَّا السَّابقات سبقًا: فالملائكة تسبق الجنَّ باستماع الوحي.

وقال أبو روق: سبقَتْ بني آدم إلى العمل الصَّالح (٤).

وقال الحسنُ: سبقَتْ بالإيمان والتَّصديق (٥).


(١) انظر: "غريب القرآن" لابن قتيبة (ص: ٥١٢).
(٢) لم أقف عليه عن ابن جريج، وذكر نحوه مقاتل في "تفسيره" (٤/ ٥٧٣).
وذكر نحوه الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٢٣) عن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، ولفظه: (هي الملائكة تنشط أرواح الكفار ما بين الجلد والأظفار حتى تخرجها من أجوافها بالكرب والغم). وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٨/ ٤٠٣) عن سعيد بن منصور وابن المنذر.
(٣) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٢٣) عن الكلبي. وذكره الواحدي في "البسيط" (٢٣/ ١٦٣) وعزاه إلى علي ومقاتل ومسروق وابن عباس في رواية الكلبي.
(٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٢٤).
(٥) ذكره الماوردي في "تفسيره" (٦/ ١٩٣).