للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأمَّا المدبِّرات أمرًا: فلأنَّ اللَّه تعالى أقامَهم بتدبير أمورٍ في الرِّياح والأمطار والأرزاق والأعمال.

وقال السُّدِّي: النَّازعات والنَّاشطات أرواح الكفَّار، والسَّابحات والسَّابقات أرواح المؤمنين، تكاد تسبح لتخرج فرحًا بما بشِّرَتْ به من كرامة اللَّه تعالى، وتكاد تَسبق إلى ذلك قبل حينه (١).

وقال الحسن وقتادة: هي النُّجوم تَنزع من أفقٍ إلى أفقٍ طلوعًا وغروبًا، وتَنْشِط؛ أي: تسير من موضع إلى موضع.

وكذلك قال أبو عبيدة والأخفش (٢).

والثَّور الوحشيُّ ناشطٌ لأخذه في الوجوه، والحمار النَّاشط يَنْشِط من بلد إلى بلد، وطريق ناشطٌ: ينشِط من الطَّريق الأعظم يمنةً ويسرة.

وقال الشَّاعر:

معتزمًا للطُّرُقِ النَّواشِطِ (٣)


(١) ذكر بعضه الواحدي في "البسيط" (٢٣/ ١٦٥) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، ولفظه: السابحات أرواح المؤمنين تسبح شوقًا إلى لقاء اللَّه، وشوقًا إلى رحمته حين تخرج، وقد عاينوا السرور فهي تسبح مستعجلة. وروى ابن أبي حاتم في "تفسيره" (١٠/ ٣٣٩٧) عن السدي في قوله: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} قال: النفس حين تغرق في الصدور، {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا} قال: الملائكة حين تنشط الروح من الأصابع والقدمين، {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا}: حين تسبح النفس في الجوف تتردد عن الموت. وروى نحوه سعيد بن منصور وابن المنذر كما في "الدر المنثور" للسيوطي (٨/ ٤٠٣) عن عليِّ رضي اللَّه عنه.
(٢) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة (٢/ ٢٨٤)، و"تفسير الثعلبي" (١٠/ ١٢٢ و ١٢٣). وقول قتادة بأنها النجوم رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٥٨).
(٣) الرجز لحميد الأرقط، كما في "العين" للخليل (٦/ ٢٣٧)، و"معجم مقاييس اللغة" لابن فارس (٤/ ٣٠٩) (مادة: عزم)، وبعده كما في "لسان العرب" (مادة: عزم):
والنَّظَرِ الباسِطِ بَعْدَ الباسِطِ