للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال: ولو قال: ما غرَّك بربِّك الجبَّار، أو (١): القهَّار؟ لكان فيه إخطار، فلمَّا قال: {بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} فذلك تلقين الجواب (٢).

وأنشدوا لبعضهم (٣):

يا كاسبَ الذَّنب أَمَا تستحي... فاللَّهُ في الخلوة ثانيكا

غرَّكَ من ربِّك إمهالُه... وسَتْرَهُ طُوْلَ مَساويكا (٤)

وقال آخر:

يقولُ مَولايَ أَمَا تستحي... ممَّا أرى مِنْ سُوْءِ أفعالِكْ

فقلْتُ يا مولايَ رِفْقًا فقد... جَرَّأني كَثْرَةُ أفضالِكْ (٥)

* * *


(١) في (أ): "أي"، وليست في (ف).
(٢) لم أجد هذه القطعة من كلام الوراق، وهذا التأويل للآية لم يرتضه كثير من العلماء، وعده خروجًا عن معنى وسياق الآية، انظر: "تفسير الرازي" (٣١/ ٧٥). وقال ابن كثير في "تفسيره": (وهذا الذي تخيله هذا القائل ليس بطائل؛ لأنَّه إنما أتى باسمه {الْكَرِيمِ}؛ لينبه على أنه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السوء).
قلت: وكأن في رد ابن كثير رحمه اللَّه إشارة إلى أن ذكر {الْكَرِيمِ} إنما هو زيادة في التشنيع على ذلك المغتر، كما تقول لمن أكرمتَه فآذاك: ما دفعك لإيذائي؟ فهذا استنكار لفعله، فإن زدت في كلامك: وقد أكرمتك؟ فهو زيادة في التشنيع عليه بما فعل من إيذائك.
(٣) في (ف): "وأنشد بعضهم فقال".
(٤) البيتان لمحمد بن السماك، كما في "تفسير الثعلبي" (١٠/ ١٤٦)، و"الوسيط" للواحدي (٤/ ٤٣٥).
(٥) للقشيري وهما في تفسيره "لطائف الإشارات" (٣/ ٦٩٧).