للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١٦ - ٢١) - {ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (١٦) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (١٧) كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (١٨) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (١٩) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (٢٠) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ}.

{ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ}: أي: لدَّاخلو النَّارِ الموقدة.

{ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} في الدُّنيا.

{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ}: أي: المطيعين الذين لا يطفِّفون ويؤمنون بالبعث.

{الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ}: أي: لفي مراتبَ عاليةٍ، والفعِّيل للمبالغة، والجمع بالواو والنُّون تشبيهًا بما يعقِلُ؛ دلالةَ تعظيمِ شأنِها.

وقيل: هو عُلُوٌّ على عُلُوٍّ.

وقال كعب وقتادة ومجاهد والضَّحَّاك رحمهم اللَّه: هي السَّماء السَّابعة، وفيها أرواح المؤمنين (١).

وقال ابن عبَّاس: هي الجنَّة (٢).

وقال الضَّحَّاك في رواية: هي سِدرة المنتهَى (٣).

وقيل: (عليون): الملائكة، وكأنَّه قال: لفي الملأ الأعلى.

{وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (١٩) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (٢٠) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ}:

قال ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ}؛ أي: الصَّادقين في إيمانهم {لَفِي عِلِّيِّينَ}؛ أي: في السَّماء السَّابعة {كِتَابٌ مَرْقُومٌ} عملُهم مكتوب في لوحٍ من


(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٢٠٧) عن قتادة والضحاك وكعب ومجاهد وأسامة بن زيد عن أبيه رضي اللَّه عنهم.
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٢٠٩)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (١٠/ ٣٤٠٩).
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٢٠٩).