للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والعاشر: أنه الإنسان، عن كريب عن ابن عبَّاس، وعن عكرمة، وعن مجاهد: أنَّه ابن آدم (١).

وقيل: الشَّاهد أعضاء بني آدم تشهد عليهم يوم القيامة.

وقيل: الشَّاهد هو الحجر الأسود، والمشهود الحاجُّ.

قال عليٌّ رضي اللَّه عنه: إنَّ اللَّهَ تعالى لَمَّا أخذ الميثاق على بني آدم وأشهدهم على أنفسهم كتب بذلك كتابًا، وألقمَه الحجرَ، فإذا كان يوم القيامة جعل اللَّه له صورة تشهد لمن استلمَه (٢).

وقال الحسن: الشَّاهد: اليومُ واللَّيل، يقول كلَّ يومٍ: أنا خلقٌ جديدٌ، وأنا على ما تعملُ فيَّ شهيدٌ (٣).

وقال محمد بن علي التِّرمذيُّ: الشَّاهدُ: الحفَظة، والمشهودُ: ابن آدم (٤).


(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٢٦٧) عن مجاهد وابن أبي نجيح وعكرمة والضحاك.
(٢) قطعة من خبر طويل رواه الحاكم في "المستدرك" (١٦٨٢) وقال: ليس من شرط الشيخين، فإنهما لم يحتجا بأبي هارون عمارة بن جوين العبدي. وقال الذهبي: أبو هارون ساقط.
(٣) رواه عن الحسن ابن أبي الدنيا في "الزهد" (٤٢٤)، وفي "كلام الليالي والأيام" (٢٢)، وذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٦٧) بلا نسبة.
وروي نحوه مرفوعًا رواه ابن سمعون في "أماليه" (٢٢٦)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ٣٠٣)، من طريق زيد العمي، عن معاوية بن قرة، عن معقل بن يسار رضي اللَّه عنه مرفوعًا، ولفظ أبي نعيم: "ليس من يوم يأتي على ابن آدم إلا ينادي فيه: يا ابن آدم، أنا خلق جديد، وأنا فيما تعمل عليك غدًا شهيد، فاعمل فيَّ خيرًا أشهد لك به غدًا، فإني لو قد مضيت لم ترني أبدًا، قال: ويقول الليل مثل ذلك"، وقال أبو نعيم: غريب من حديث معاوية تفرد به عنه زيد، ولا أعلمه روي مرفوعًا عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا بهذا الإسناد.
(٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٦٧).