للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والمجدُ: الرِّفعةُ والعُلُوُّ والشَّرف (١)، فيجوز أن يُوصَف به اللَّه، ويجوز أن يُوصَف به العرش.

* * *

(١٦ - ٢٢) - {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (١٦) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (١٧) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (١٨) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (١٩) وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (٢٠) بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}.

قوله تعالى: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}: لا يمنعُه عنه مانع، ولا يمانعُه فيه ممانِع، يكرم مَن يشاء ويُهين مَن يشاء، ويضلُّ مَن يشاء ويهدي مَن يشاء، ويغفر لمن يشاء ويعذِّب مَن يشاء، له الإرادة والمشيَّة والحكمُ والقضيَّة في كلِّ البريَّة.

قوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ}: هو استفهام بمعنى التَّقرير؛ أي: قد أتاك حديث الجنود، وما أحلَلْتُ بهم من نقمتي. ثم ذكر بعضهم وقال:

{فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ}: وفرعون من المتأخِّرين، وثمود من المتقدِّمين، وذكرُهم (٢) ذِكرُ أمثالهم من الأوَّلين، وهو وعدٌ للنَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وللمؤمنين، ووعيد للكافرين.

{بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ}: أي: ليس كفر هؤلاء لقصور البيان ولخفاء حال الجنود عليهم في ماضي الزَّمان، لكن يكذِّبونك عنادًا.

{وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ}: قيل: أي: واللَّه قادر عليهم، فهم في قبضتِه وقهرِه وقدرته.

وقيل: هو إخبارٌ بدنوِّ إهلاكهم، كما قال: {قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا} [الفتح: ٢١]، وقال: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ} [يونس: ٢٢].

وقيل: أي: واللَّه قد أحاط بهم علمًا، ولا يخفَى عليه شيء منهم، وسيجزيهم على وفق عملهم.


(١) في (أ) و (ر): "الشرف" بلا واو.
(٢) "ذكرهم" ليس في (أ).