للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ}: أي: ليس كما يقولون: إنَّه مفترًى، وإنَّه أساطير الأولين، ولكنَّه قرآنٌ عالي القَدْرِ عندَ اللَّه تعالى.

{فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}: قرأ نافع: {مَحْفُوظٌ} بالرَّفع نعتًا للقرآن، وقرأ الباقون خفضًا نعتًا للَّوح (١). وكلُّ واحدٍ منهم محفوظٌ عن التَّبديل والتَّغيير.

وقال مقاتل: {مَحْفُوظٍ} عن الشَّياطين (٢).

وقيل: هو كقوله: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا} الآية [الزخرف: ٤].

وقال الحسن: اللَّوحُ: شيء يَلُوح للملائكة فيقرؤونه (٣).

وقال ابن عبَّاس: إنَّ اللَّه تعالى خلق لوحًا محفوظًا من درَّة بيضاء، دفتاه ياقوتة حمراء، وعرضه ما بين السَّماء والأرض، ينظر فيه كل يوم ثلاثَ مئة وستين نظرة، يحيي ميتًا، ويميت حيًّا، ويغني فقيرًا، ويُفقر غنيًّا، ويعزُّ ذليلًا، ويذلُّ عزيزًا (٤).

وقال أبو روق: أعلاه معقودٌ بالعرشِ، وأسفلُه في حِجْرِ مَلَك كريم، واللَّوح فيه كتابُ كلِّ شيء.

وقال مقاتل: عن يمين العرش (٥). واللَّه تعالى أعلم.

والحمد للَّه ربِّ العالمين

* * *


(١) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٦٧٨)، و"التيسير" للداني (ص: ٢٢١).
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" (٤/ ١١٠) في تفسير قوله تعالى: {وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} [ق: ٤].
(٣) ذكره الماوردي في "النكت والعيون" (٦/ ٢٤٤) بلا نسبة.
(٤) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (١٦١٩)، والطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٢١٥). وفيهما بعد كلمة (حمراء): (والدفتان لوحان).
(٥) انظر: "تفسير مقاتل" (٤/ ٢٢٤).