فعلى الأوَّل: اليسرى: هي الطَّاعاتُ المؤدِّية إلى اليسرى والعاقبةِ المحمودة، وعلى الثَّاني: اسم للجنَّة التي فيها كلُّ راحة ويُسر.
{فَذَكِّرْ}: أي: عِظْ بالقرآن {إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى}: وكان فيمَن يذكِّرهم مَن لا تنفعُه الذِّكرى، فكان الطَّمع منقطِعًا عن تذكيرهم، فقيل له:{فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى}، وهو كما يقال: ادعُ فلانًا إن أجابَكَ، ومعناه: ولا (١) أراه يجيبُكَ، فكان هذا أمرًا بتذكير مَن تنفعُه الذِّكرى ومَن لا تنفعُه.
{سَيَذَّكَّرُ}: أي: سيتَّعظ بوعظك {مَنْ يَخْشَى}؛ أي: مَن يخافُ اللَّه تعالى، فإنَّما ينتفعُ به ذلك.
وقيل:{مَنْ يَخْشَى}؛ أي: مَن يعلم باللَّه، فهو الذي يخشاه، قال تعالى:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر: ٢٨].
وقيل:{سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى}؛ أي: مَن يخافُ العواقب، ويتأمَّل في العقوبات الَّتي ذكرناها ممَّا يكون في جهنَّم ممَّا لا يقاومُه أحدٌ.