للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}: قال ابن عبَّاس: أي: صار زاكيًا وعملَ صالحًا (١).

وقال قتادة: أي: أدَّى زكاة ماله (٢).

وقيل: أي: تطهَّر بالإسلام.

{وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ}: أي: لافتتاح الصلاة {فَصَلَّى}: والفاء للتَّعقيب، فدلَّ أنَّ تكبيرة الإحرام (٣) ليست من أركان الصلاة، ودلَّ أنَّه غير مختصٍّ بلفظة التَّكبير، كما قال أبو حنيفة رحمه اللَّه، ويصحُّ الشُّروع بكل ذِكْرٍ.

وروى كثير بن عبد اللَّه المزني عن أبيه عن جدِّه عن النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّ هذا في صدقة الفطر وصلاة العيد (٤).

وقيل على هذا: الذِّكْرُ هو التَكبير في الطَّريق، وهذا عن ابن عبَّاس (٥).

وقد قال هو وأبو سعيد الخدري وأبو العالية والحكم وإبراهيم وعكرمة ومجاهد وعمر بن عبد العزيز والشَّعبي وسعيد بن المسيَّب: إنَّ هذا في زكاة الفطر (٦).


(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٣١٩) عن ابن عباس رضي اللَّه عنه، بلفظ: "من تزكى من الشرك". وروى عن الحسن: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} قال: من كان عمله زاكيًا.
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٣٢٠).
(٣) في (ف): "الافتتاح".
(٤) رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (٢٤٢٠)، والبزار في "مسنده" (٣٣٨٣)، وابن أبي حاتم في تفسيره" (١٠/ ٣٤١٨)، والثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٨٥). وكثير بن عبد اللَّه قال عنه الحافظ في "مختصر زوائد مسند البزار" (١/ ٣٩٨): ضعيف جدًّا.
(٥) ذكره القرطبي في "تفسيره" (٢٢/ ٢٣٢) عن ابن عباس والضحاك، والزمخشري في "الكشاف" (٤/ ٧٤٠) عن الضحاك.
(٦) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٣٢٠) عن أبي العالية. ورواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (١٠/ ٣٤١٨) عن عطاء وابن سيرين. وذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٨٥) عن ابن عمر وأبي العالية. =