للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: إنَّما لم يَذكر (كانت) لأنَّهم يُسمَّون به يومئذ (١)، فيُقال: هم (٢) عاملة ناصبة؛ أي: هم قوم عملوا في الدُّنيا فلم يحصل لهم من ذلك إلَّا نَصَبٌ.

{تَصْلَى}: قرأ أبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر: {تُصْلَى} برفع التَّاء، من الإصلاء، وهو الإدخال، والباقون بفتحها (٣)، من الصَّلي وهو الدُّخول، ولهم الوصفان جميعًا، والملائكةُ يُدخلونهم فيَدخلونها.

{نَارًا حَامِيَةً}: أي: قد أُحْمِيَتْ مُددًا طويلة، فلا حرَّ يعدِلُ حرَّها.

{تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ}: أي: من عينِ ماءٍ (٤) قد انتهى حرُّها، فهذا شرابُهم.

والتَّأنيث في هذه الصِّفات والأفعال راجعةٌ إلى الوجوه، والمراد أصحابُها، ولذلك قال بعده:

{لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ}: بالهاء والميم اللَّتين هما لجمع العقلاء.

{إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ}: إذا دخلوا النَّار وقد اشتدَّ جوعُهم وعطشُهم لطول الموقف وشدَّة الأمر سألوا طعامًا وشرابًا، فيُسْقَون من الحميم الذي يشوي الوجوه، ويقطِّع الأمعاء، ومن الضَّريع الذي يغصُّون به، ويقاسون الشِّدة والعناء.

قال الضَّحَّاك: {ضَرِيعٍ}: شجرة في النَّار يأكلون منها (٥).

وقال سعيدٌ: هو الحجارة (٦).


(١) "يومئذ" ليس في (أ).
(٢) في (أ): "لهم".
(٣) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٦٨١)، و"التيسير" للداني (ص: ٢٢١).
(٤) "ماء" ليس في (أ).
(٥) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٣٣٣) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.
(٦) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٣٣٢)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (١٠/ ٣٤٢١).