للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي بعض التَّفاسير: أنَّ شدَّاد بن عاد مات من الجوع؛ لأنَّه اعتلَّ بعلَّة منعَتْه من الأكل والشُّرب حتى مات.

* * *

(١٥ - ١٨) - {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (١٥) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (١٦) كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (١٧) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ}.

{فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ}: قال ابنُ جريج: هو أميَّة بن خلف، قتله بلال يوم بدر.

{ابْتَلَاهُ رَبُّهُ}؛ أي: امتحنه بالإنعام عليه والتَّوسعة في دنياه؛ ليتعبَّده بالشُّكر.

{فَأَكْرَمَهُ}: بالأموال والأولاد {وَنَعَّمَهُ}: ربَّاه ناعمًا.

{فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ}: أي: إنَّ لي عنده منزلةً، ولديه كرامة، فلهذا أفضل (١) عليَّ.

{وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ}: امتحنه بالضِّيق {فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ}؛ أي: ضَيَّقَ عليه ليتعبَّده بالصَّبر.

{فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ}: أي: هنْتُ على ربِّي فلذلك أذلَّني بالفقر.

أي: هذا حالُ الإنسان الذي لا يَعرف إلَّا الدُّنيا، فيرى الكرامة في وجودِها، والهوانَ في عدمِها.

{كَلَّا}: ليس كما يقول، بل الكرامة في الطَّاعة، والهوان في المعصية.

{بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ}: قال الحسن: كلَّا، لم أُهِنْكَ أنْ قَدَرْتُ عليك رزقَكَ، ولكنْ أهنْتُكَ بأنَّك كنْتَ في الدُّنيا لا تكرم اليتيم (٢). وهو للجنس.


(١) في (ف): "تفضل".
(٢) رواه عبد بن حميد وابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" (٨/ ٥٠٩).