للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الحسن: {يَتَذَكَّرُ}؛ أي: يتوب (١)، وفي رواية عنه قال: يؤمن (٢).

وقال مقاتل: {يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ}: هو أميَّة بن خلف (٣).

{يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي}: أي: يا ليتني قدمت في (٤) الدُّنيا التي كانت حياتي فيها منقطعةً فانيةً لحياتي هذه التي هي باقيةٌ دائمة؛ أي: قدَّمْتُ عملًا صالحًا يُنالُ به الثَّواب، ويُخلَص به من العذاب.

وكان قتادة إذا قرأ هذه الآية قال: هناك حياة طويلة فاعملوا لها (٥).

* * *

(٢٥ - ٣٠) - {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (٢٥) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (٢٦) يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٨) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (٢٩) وَادْخُلِي جَنَّتِي}.

{فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ}: قرأ الكسائيُّ: {يُعَذِّبُ} بفتح الذَّال {وَلَا يُوثَقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ} بفتح الثَّاء، والباقون بكسرها (٦).

ومعنى قراءة الفتح: {لَا يُعَذِّبُ} أحدٌ في الآخرة كعذاب أميَّة بن خلف، ويجوز أن يكون مخصوصًا بعذابٍ لا يكون ذلك لغيره، {وَلَا يُوْثَقُ} أحدٌ؛ أي: لا يُشَدُّ بالسَّلاسل والأغلال كما يُشَدُّ هو.


(١) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (١٠/ ٣٤٢٩) عن الضحاك. وذكره الواحدي في "البسيط" (٢٠/ ٢٤٥) عن الحسن، لكن في تفسير قوله تعالى: {فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} [محمد: ١٨]، ثم نقل بعده عن الفراء: ومثله قوله: {يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى}.
(٢) لم أجده.
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" (٤/ ٦٩١).
(٤) في (أ): "في حياتي".
(٥) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٣٩١).
(٦) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٦٨٥)، و"التيسير" للداني (ص: ٢٢٢).